الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

طاقة الحب


هناك فرق بين القيم ولو تشابهت حتى في مسمياتها. العلاقات أيضا قد تتشابه وتندرج تحت نفس الإسم علاقة عاطفية لكن هناك العديد منها مختلف جذريا.
أن تحب شخص ما فأنت محمل بطاقة داخلية تدفعك لكي تجعله محور إهتمامك وسعادتك. تفرح بفرحه هو وتحزن تأثرا به. تشتاق له وتفتقده وتقلق عليه وتغار عليه من اللاشيء. يصبح واجبك المقدس أن تجعله سعيدا.
أن يحبك شخص ما هو أن تستقبل أنت حبه ويشبع إحتياجاتك العاطفية.
أن تحب أن تفرح بالعطاء بينما أن تكون محبوب أن تفرح بإستقبال العطاء.
هناك ثلاثة أنواع للعلاقة العاطفية مبنية على الإحتمالات.
علاقة يكون طرفيها محتاجين أن يشعرا بحب الآخر. هذه علاقة غير ناضجة لا تستمر طويلا. كل منهم ينتظر أن يرد الآخر بمثل ما يفعله له. لو أن هناك طاقة عاطفية فكليهما يحافظ على مستوى طاقته باستقبال المكمل من الآخر بدلا مما يبذله له. مثل هذه العلاقة لا تزيد شيئا من طاقة الإنسان العاطفية لكن بوجود معامل فقد ينقص على المدى البعيد ويصبح غير سعيد.
علاقة أحد طرفيها يفرح بالعطاء >اته والآخر يفرح بإستقبال هذه المشاعر. وفق قانون البقاء الطبيعي أنت لا تستحدث شيئا من العدم ولا شيء يفنى سواء طاقة أو مادة أو مشاعر. الأول قد يكون متصلا بمصدر للعاطفة يجعله يفيض على رفيقه بينما الثاني قد يكون بئرا لا تمتليء تستنضب الطرف الأول. والسؤال: ما>ا لو وهن الأول أو سئم من العطاء... مرجحا أن يشعر الثاني بالضيق والأول بالفعل يشعر به فتبدأ العلاقة بالإنهيار.
هناك علاقة تتكون بين طرفين لديهم نضج عاطفي يسعيان للعطاء دون إنتظار مقابل. كل منهم متصل بمصدر السعادة ويستقبل الحب من مصدره فنجد إثنين يملا كلاهما كأس الآخر ويشبع كل واحد بخبز الآخر دون أن يستغلا كأسا واحدة أو خبزة واحدة فينحدرون للتضور جوعا.
إذا كنت تبحث عن شبع عاطفي في الآخر فأنت تطلب ماهو ليس سوى سراب. ستجد نفسك تستجدي ومن الوارد أنك تستجدي من مستجد مثلك تماما. لن يملك ما يشبعك به فيقتطع لك من نفسه ويهلك لإشباعك ولن ينجح. أو قد تتحول لكائن طفيلي يمتص مشاعر من شخص آخر لكن لا يستطيع أن يبادله السعادة أن يكون مصدرها ولن تتمكن من الوفاء بإلتزامات توجبها العلاقة على طرفيها.
إذا كنت ستصادق أوتحب أوتتزوج لملأ فراغ عاطفي فأبشر مثلك من ظن ذلك فأحب وتزوج حتى ولم يكتفي فظن أنه لو أنجب سيكتفي ففعل وأكتشف أنه أفنى حياته سدى. انتظر أحفاده حتى لكن ظل حتى موته مستجدي العاطفة من مستجد مثله.
إجعل بحثك عن الإكتفاء بذاتك. تعلم أن تحب نفسك أولا. تعلم أن تفرد شراعك لتستقبل رياح السماوات فتبحر. تعلم أن تكون موصلا للطاقة وليس مستهلكا لها فقط.
الطاقات في عالمنا محدودة، تعلم أن تورد أنت لمحيطك حبا جديدا بدلا من الإجترار.