في ذرة مثل الهيدروجين يوجد إلكترون واحد وبروتون واحد ولكن إذا إستطعنا بطاقة كبيرة جدا حقن النواة ببروتون وإثنين من النيوترونات سنحولها لذرة هيليوم وهنا تتغير المادة ولكن تبقى قوانين الكيمياء ثابتها وتحكم المادة الجديدة المخلقة معمليا.
هنا ما حدث هو تحول مادة مثل اليورانيوم للباريوم والكريبتون - ملحوظة كتب العدد الكتلي لتوضيح إتزان التفاعل- هنا يتضح أن المادة تتغير وتتبدل ولكن تبقى القوانين الكونية ثابتة، هذه القوانين بنيت على الإتزان فذرة الهيدروجين بها إلكترون وبروترون واحد يعادلان بعضهما بينما الهيليوم به إلكترون أكثر وبروتون بالضرورة ونيوترونان ؛ وبالقواعد الكيميائية يتبين أن الذرة مستواها الأول يحتاج ليكتمل عند إحتوائه على إلكترونين وهذه ظاهرة كونية ولذلك تنشأ رابطة في جزيء الهيدروجين ليتزن بينما لا تحدث في الهيليوم ويظل عنصرا نبيلا.
كذلك الفلزات تخضع لذات قوانين إتزان المستويات.
هنا يتضح أن القانون واحد وهو التوازن لكن المواد تختلف وتصرفاتها تبعا لنشأتها وهنا جدل هل نشأت من نفسها أم وجد من أنشأها بفكر مسبق وهي النواميس؟
إن أذلية المادة والقوانين هي مجرد فرضية لا نستطيع الجزم بها بل والبناء عليها يرجعنا للفكر والمنهج الديني لكن داخل العلم.
بل ولكي نتمكن من فحص الأزلية علينا بالرجوع لهذه النقطة الزمنية المحددة التي بدأ عندها كل شيء.
كثيرا ما يقع الإنسان في معضلة ماذا كان قبل الإنسان وقبل الكون فيرد الدين ويقول الله فيكون السؤال المنطقي ومن قبل الله والسؤال الأكثر منطقية من الذي كان ماقبل ما قبل الله وماذا كان قبله أيضا وندور في دائرة مفرغة.
تعلمنا قوانين العلوم مبدأ مهم وهو بقاء الطاقة والمادة وهو أنه لا تنشأ طاقة أو مادة من العدم وأنه يمكن تحول المادة إلى طاقة-مثل التفاعل النووي- والفيزياء الحديثة تؤكد أنه إذا أمكن تحويل المادة إلى طاقة فمن العدل أن تتحول الطاقة لمادة.
هنا يحدث لبس عند البعض عندما يتحدثون عن كتلة الفوتون. فالحقيقة الثابتة ان الضوؤ ينفذ من الزجاج دون كسره أي أن لا كتلة له لكن قام علماء الفيزياء الحديثة في ضوء نظريات الكم بإصطلاح مصطلح كتلة التحرك وهو أن طاقة تحرك الفوتون يمكن أن تكافيء كتلة نظرية تتحرك بسرعة الضوء. بمثال بسيط كما لو أنك قلت أن قوة الزلزال هذا تكافيء كتلة كذا. هنا أنت تعير قيمة بقيمة نظرية.
وبالعودة لمبدأ بقاء المادة والطاقة نجد أن نصفه يتحقق بتحويل إلكترون لطاقة بإفنائه في تفاعل نووي ولكن لم نستطع بعد تحويل طاقة لكتلة أو تحويل فوتونات لإلكترون.
- لنعود لنقطة الأزل ونعينها نظريا
هي تلك اللحيظة التي تحول فيها عدم لوجود وهي تشبه كتلة موضوعة على زنبرك ليس له معامل إخماد تهتز إلى المالانهاية. هنا لن يهمنا نقطة البداية لأنها حالة ترددية تتكرر قبلها كان سكون العدم.
في تلك اللحظة حدث شيئا من إثنين تحويل طاقة إلى مادة أو إنشاء مادة وطاقة من العدم.
لنفترض أن العدم هو نقطة بقلم رصاص على ورقة وتحول لكون لا نهائي وهنا نجد أن أبعاد الكون تحولت من البعد صفر لبعد مالانهائي في زمن غاية في الصغر وهنا بتطبيق قانون الشغل نجد أن الشغل الذي يساوى القوة في الإزاحة والتي هنا إزاحة تساوي المالانهاية تنتج عن شغل لا نهائي، وهذا الشغل بطبيعة الميكانيكا وقوانينها هو فرق الطاقات الواقعة على الكون فنجد أن هناك طاقة أضيفت للنظام تحولت لأبعاد ومادة وطاقة متبقية. طاقة لا نهائية. طاقة أنتجت مخلوقات عاقلة فبالضرورة هي عاقلة لأن العقل لن يأتي من العدم. طاقة منظمة نتج عنها نظام تتخله عشوائية لأن العشوائية تأتي من ضعف النظام وتلاشيه لكن العشوائية لا تولد نظاما.
طاقة جاءت من العدم وعاقلة ولها شخصية وفكر مسبق كون المواد والأجرام بنفس المبدأ وهو الإتزان والعدل والتماثل في الحركة من أصغر جرم ودورانه حول النواة للأجرام الكبرى الكونية مثل المجرات.
طاقة إيجابية لأنها أنشأت من العدم وجائت من العدم. طاقة من خارخ النظام تستطيع وضع الكتلة على الزنبرك لتهتز مطلقة البداية وتستطيع إيقاف ذلك . طاقة جيدة-good- يصطلح عليها بكتب الدين أنها الله(god).
ولذلك يفترض وجود فكر الإتزان سواء وجوديا بعيدا عن الدين أو بمنطلق ديني عن الإله الذي هو إسمه العدل والإتزان الذي نجد الوجود فكره أو جزء منه مادي نتلمسه أو أن الوجود هو تجسد لفكرة في عقله أو لربما كان مجرد عملية محاكاة في عقله.
حتى بالمنطق البسيط نجد اللوحات الفنية تجسد لحالة لدى الفنان بل وإنه من الضروة أن يكون التصميم مكتملا مختمرا في عقل المهندس بمبادئه ليبتكر شيئا جديدا ويسمى تصميم حتى يتم تجسيده وخلقه.
- هل الإنسان كالمادة يتأثر بمكوناته الجسدية ولا تنفصل عن سلوكه؟
أولا مما سبق يمكن الميل بشدة لفكرة أن الناموس ثابت والمادة نسبية متغيرة وبالتالي المطلق أثبت من النسبي والخصائص والشكل الخارجي تأتي من المبدأ والجوهر لا العكس.
فالهيدروجين والهيليوم لهم نفس المكونات الأولية لكن طاقة ما ضغطت عدد أكبر من المكونات في ذرة الهيليوم. فكر ما سبق وأنتج وتجسد في المادة وخصائصها ولونها.
كذلك الإنسان جسده هو إنعكاس لفكرة وحالة هي ذات الإنسان. فالجسد هو وعاء للذات وأن الجسد إمتداد لها يتأثر بها لا العكس. والدليل أنه يمكنك نقل أي عضو حتى القلب من إنسان سليم لآخر عليل فيشفى الجسد ووظائفه تصح لكن الذات لا تتغير.
تبقى خصائص الإنسان ونواميسه ثابتة من حاجة لمأكل ومشرب وملبس وطبيعة النمو والتكاثر والإخراج لكن إشباعها يتم بسلوك يختلف من إنسان لآخر ومن ذات لأخرى.
هنا نجد البعض يعتقد أن الإنسان هو فكرة وهي ذاته ملتبسة جسدا أو أن الجسد هو محدودية هذه الفكرة أو أنه حدودها في عقله وطريقة تأقلم الإنسان مع محدوديته. فيدك هي أبعد نقطة يستطيع عقلك لمسها في مكانك لكن هناك من بقدراتهم العقلية يستطيعون التحرر من حدود الجسد كما هو في العديد من الثقافات والفلسفات.
لذلك تستطيع نقل أي عضو في الإنسان سوى المخ لأنه يحتوي عقل الإنسان وذاته أو روحه.
- هل القوانين لا توجد سوى نتيجة الإحتكاك وأنها لن توجد في حالة الوجود بمعزل؟
إنك لو أخذت ذرة في الفضاء وفحصتها ستراها محتفظة بحركتها ودوران أجزائها من إلكترونات وما بداخل النواة حتى بمعزل.
قد تتأثر بما حولها كما يتأثر إلكترون ويبتعد تحت إثارة من فوتون لكن يظل خاضعا للقانون والناموس العام ويتضح أنه إبتعد ليحدث إتزان بين طاقته الحركية المسببة قوة طاردة وبين جذب النواة له.
ربما هذا يحدث أثناء تصوير إلكترون مستخدمين فوتون ولكن لو وجدنا جسيم لا يكسب الإلكترون طاقة سنحصل على مكان حقيقي للإلكترون.
كذلك الإنسان:
كل إنسان يوجد ما هو يثيره ولكن ليس الكل تحت تأثير نفس المؤثر يتخذون نفس ردود الأفعل أو التأثر. فهناك رجال لهم مواقف راسخة ثابتة لا تتغير بمعزل عن الناس أو وسط جماعة هؤلاء من يسمون رجل المباديء. أي رجال القوانين الذاتية. وهم أرسخ من المادة ويتغلبون على ما هو شائع على كل الناس وما هم تحت ناموسه كالجسد اللحم والدم والرغبات.
ولذلك يمكننا من هنا الرجوع من منطق الفلسفة للمنطق العلمي ونقول أن القانون سابق على المادة بل وأن المادة صنعت وتجسدت وفقا له. فالقانون الداخلي للإنسان-ذاته- يسير أعضاءه أو مادته.
لذلك يمكن محاسبة الأشخاص لا لأنهم يأكلوب بل لأنهم يغتصبون حقا ذائدا مخلا بالإتزان كناموس الكون بسرقة ما ليس لهم. ويمكن محاسبة من يقتل لأنه يفقد الإتزان الطبيعي مغزاه ويسبب خللا يجور على غيره بسبب رغبة في غنى أو طعام. لذلك أجد أن ما هو ديني يتكلم عن محاسبة الله للسارق والقاتل والزاني والمغتصب هو جزء من الناموس لا يتنافى مع ناموس الإنسان لكن ينتج من ذات عليلة.
وهذا عدل وإتزان.