السبت، 7 يناير 2012

إغضبوا ولا تخطئوا

        شعرت بصفعة قوية أمالت وجهي للأرض ولم اتمكن أن أرفعه لأدير الخد الأيسر لأاني كنت غاضبا جدا.
حدث ذلك يوم ماسبيرو ويوم وجدت الشعب يتهم الضحايا مصدقا الجاني ( المجلس العسكري ). وحدث من قبل يوم 9 إبريل يوم قتل البطل علي ماهر وتنبأت أن الشعب سينزل كالطوفان ولم تبتل ملابسي بندى الكرام. وتكرر مرارا.
وصعقت للمرة ليست الأولى بالأمس حين رأيت دماء بأرض ميلاد رئيس السلام.
سببت ولعنت كما لم أفعل من قبل. لكن توقفت حين فوجئت بنوع أخر من الصفعات يأتيني أقوى مع انتهاز البعض لفرصة قذرة لينالو من الأرثوذكسية كعقيدة وحياة متخذين البابا صيدا غنيمة فرحين بما فعل مزايدين عليه.
ليس الجميع كذلك فمن اكتوى بنار فراق الإخوان مسيحيا كان أم مسلما معتبر الشهداء إخوانه يشعر بالموقف للمرة الثانية بعد أحداث القديسين ولم تتحرك مشاعرهم لاخل مينا دانيال فقط كثائر، ووجدوا الليلة شبيهة بالبارحة : حضور عنان وبدين محل جمال وعلاء مبارك والعادلي. بل واستبشروا خيرا ببلدي ناظرين بايمان لما حدث لضيوف 2011 برجاء ان ينتقم الله لمصر من ضيوف 2012.
العجيب أن الناس من القديم تقول يقتل القتيل ويمشي في جنازته ولم يتطرقوا إذا كان مدعو أو لا.
مبدئيا أشك أن هناك دعاوي لقداس العيد فكما تعودت انني أذهب وأطلب دعوة فتمنح لي مجانا دون تحري عن شخصي فالكنيسة مفتوحة للجميع.






غريبا أننا لم نسمع السباب ذاته للبابا عندما يسامح ويؤثر السلام في دماء ضحايا إجرام طائفي تجاه المسيحيين شبه ممنهج، بل يخرج الجميع حاسدا مصر على حكمة قداسته.
غريبا أن الجميع يبكي شهداء ماسبيرو بالدماء ولم يتحرك لكي يصدق حتى الأحداث الطائفية التي لم تنته بعد بذريعة إهانة الإسلام وقبل ذلك حتى دون ذريعة مع ذبح شابين في في داخل بيوتهم أمام إمرأة ةأحدهم في سوهاج مع معلومية الجاني وغض البصر عنه. وقبل ذلك حتى شهداء منشية ناصر الذين قتلوا عذل برصاص الجيش يعانون من تجاهل شديد. واليكم الكثير من حوادث اختطاف ممنهجة لفتيات قصر مسيحيات يخرج الأمن ليقول أنهن هربن بسبب علاقة عاطفية والجميع يصدق بينما إذا جاء الأمر لفتاة تدعى نغم فالجميع ترتسم المنطقية والفطنة عليه ولا يصدق.
 أصارحكم أننا نعيش طائفية إلا من رحم ربي ممن هم يعرفون الانسانية قبل الأديان.
فلم الكيل بمكيالين لم لم نأخذ الأمر بمبدأ واحد ومنطق أوحد.


الكنيسة الارثوذكسية تسامح في دماء شهدائها ! لا.
 ولكنها ترفع الدعوى لمن بيده الحكم الله الحي المنتقم لأنه نهانا عن الانتقام.

(Rom 12:19 [AraSVDV])
لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. 


وشئنا أم أبينا أن نوقن أن البطريرك الأمين على التعليم القويم الارثوذكسي وعليه تنفيذ الوصية لأبعد الحدود.
نحن شباب نغضب نعم ولكن لنا مرجع نقيس إيماننا عليه وهو يسوع المسيح.
لكم ان تعرفوا ان يسوع هذا الذي نؤمن انه الله ظاهرا في جسد إنسان بيننا ولد وعاش -هذا الانسان والإله- ليموت ليمنح الانسان حياة بموت بريء عن مجرمين.
مات لأجل صالبيه مانحا لهم حياة بل ومات نتخذا عارا الصليب ليطلق الجميع أحرارا بمجمل من لا يؤمن به ومن يحتقره ومن يخطيء بحقه ولا ذال.
فإذا كان رأس كنيستنا هكذا كيف لنا أن ننتقم.
حتى يوم فكر يهوذا ان يبيع سيده لم يخرجه المسيح من مجمع تلاميذه بالعشاء الأخير بل وغمس لقمة في الصحفة وأعطاها ليهوذا، وحتى بعدما جاء يهوذا ليسلمه لجند الرومان تقدم ليقبل المسيح كالصديق الوفي فسمح له يسوع موبخا إياه بقوله : (Luke 22:48 [AraSVDV])
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» 
أظن ان هذه كانت كلمة البابا لحمدي بدين قائد الشرطة العسكرية : أبقبلة الحبيب وتحية القريب تسلم وتغسل يديك بسترتي من دم الشهداء يا صاحب.


أنا كثائر غاضب. نعم بل ولن أتراجع عن موقفي لكن كمسيحي مؤمن تمام الاعتقاد في قوة المحبة والصفح وأن من يدير الخد أقوى ممن يبتر اليد التي صفعته. فالله أمرنا بألا نخطيء لكن الغضب  يقدر الله فعله في قلب الانسان فقال إضبوا ولا تخطئوا.
    علينا أن نفهم مسئولية الكنيسة والأزهر كرؤوس تحمي الايمان بينما الكنائس والمساجد تعبر عن ارادة الناس الصريحة. ولنا في قصر الدوبارة وعمر مكرم وكنائس مصر الارثوذكسية والكاثوليكية مثال.
فدائما المسئول مسئول على تنفيذ الوصية وتقديمها ولو ساء وجهه أمام الناس ليغسله ويتطهر أمام الله.


لست أرى دماء شهدائنا جديدا فنحن كنيسة بنتيت ورويت أساساتها بدماء شهدائها الذين أسلموا ذاتههم بالموت في كل العصور مع دخول مار مرقس لمصر الذي مات مسحولا مربوطا بخيل جره بشوارع الإسكندرية مرورا بالعصر البيزنطي والإسلامي وجميع العصور حتى اليوم فلم تتوقف دمائنا لتروي بلادنا المباركة بدمائنا وأفتخر.


     مما أصابني بالصدمة كم التصيد للأرثوذكسية ممن يدّعون أنهم أخوة في الإيمان الواحد.
كان حري بالجميع ان يرى كنيستنا بصورتها الحقيقية الكنيسة الجامعة بطوائفها وحرياتها الاعتقادية دون الكتب والثوابت والمسلمات.
الكنيسة هي جماعة المؤمنين لا الاحجار والمباني والكاتدرائات والقصور.
فجماعة منا تحتفي بالشهداء وجماعة تقدم أبنائها ذبيحة مرضية لله وجزء يؤثر سلام البلاد على الغضب الشخصي وتدعو حتى من يتهمهم بفساد العقيدة.
هذه الكنيسة التي أنا مؤمن بها.
ليست قصر الدوبارة او كنيسة الكاتدرائية بل كنيسة الله.
ليست تلك جماعات تتصيد لبعضها فأول ما تعرف بحضور المجلس للجماعة الاخرة للتهنئة تقوم بعمل مقابل في نفس اليوم أتمنى أن تكون به نية صادقة ولو بنسبة ليس أكثر من التقليب وإثارة بلبلة في شعب الكنيسة ولإجتذاب البعض إليها ولتتبوّق منزلة أعلى. 
أنا أحتج على فعل قصر الدوبارة الذي أراه غير نزيه مسيس. فكان حري أن يخرجوا يعلنوا وحدتهم مع الارثوذكسية لا أن نرى على الصفحات أبحاث محفوظة في البابا ةالارثوذكسية تصيدوا الموقف ليبثوا سمهم الدفين وبغضهم.
أنا أحتج على المحتجين فقد صاروا روتينيين أكثر ممن كانوا روتينيين.





أخيرا لا أتعجب من رأي مثلي الأعلى مينا دانيال حينما حاوره وائل الابراشي في الفيديو المرفق.
فالبابا طالما علمنا أن يكون لنا فكرنا وألا نكون تابعين له.
ولتيقنوا انه حينما أراد مقاطعة الهتاف أثبت بذلك أنه لم يحرك الشباب وهذا تصرف نبيل بدلا من أن يركب موجة في صالحه ويبرز قوته. وبرهن على حرية الأرثوذكس الفكرية والنضج داخل كنائسهم.
وعليكم ان تفهموا ان امن الكاتدرائية ليس رجال كنيسة إنما أمن دولة طالما منعوا صوت الفقراء من الوصول للبابا أثناء العظة وقاموا بضربهم لكنه فور ما كان يلاحظ ينتهرهم ويسمع ويعتذر عما بدر.

البابا هو رجل فريد لن يتكرر في تاريخ مصر.
حمل ولا زال عليه أن يحمل الكثير.
لا تتهمه بالصفقات فكل صفقاته كان هدفها إخراج ابنائه قبل أن يموتوا أو يخرجو مشوهين من أمن الدولة، ولربما كانت الاخيرة أن يخرج متهمي ماسبيرو قبل العيد بما فيهم علاء عبد الفتاح بتحويلهم للنيابة المدنية في سابقة.
الرجل عجوز نعم وعلينا إذن إحترامه.
موقفه محرج نعم لكنه مسئول عن رعية. أعلم ان التهديد قد يطال إفناء مسيحيي مصر مثلما حدث من توجيه إعلامي ضدهم في ماسبيرو. وأعلم أنه لو كان هو المتضرر الوحيد لقدم نفسه طوعا للسيف.


     أرجو من إخواني المسلمين التفهم
 وعلى الجميع ان يعي اني أرفض سب البابا وفي وضع أخر كنت أحرقت مدن لكن تحت تعاليم ليست كتعاليم المحبة التي حفظتها منذ تعرفت بالكنيسة.
البابا يناظر الخليفة أو الرسول في الاسلام. لذلك من حقك وحقي انتقاده لكن لا يحق لنا سبه ولو كان رجل كافر فهو رجل كبير في السن. له احترامه. وحتى لو سمحت لنفسك كان حري بك ان تحترمه فقط إحتراما لمشاعري ليس إلا كمسيحي يحترم مسحاء الله (مختاريه) وكهنة كنيسته.

(2Sam 19:21 [AraSVDV])
فَأَجَابَ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ وَقَالَ: «أَلاَ يُقْتَلُ شِمْعِي لأَجْلِ هَذَا، لأَنَّهُ سَبَّ مَسِيحَ الرَّبِّ؟» 



     ومن الارثوذكس ألا يساقوا بالوقيعة المرتبة بشدة على يد أعضاء المجلس الذي تلقنها ممن هم يملكون الكنيسة الأنجليكانية.
     أرجو من أخوتي الانجليكان أن يلتزموا بالمحبة والانجيل وأن يرثوا وينتقدوا بالمحبة والحكمة وألا يلعبوا السياسة السوداء.


تعلمت أن يسوع ولد فقيرا منبوذا مضطهدا ومات مصلوبا ليتقدم صفوف التاريخ قاسمه. لذلك لا نتقدم نحن الصفوف سوى في صناديقنا.


هذا عتابي إلا أنه مقة، قد ضمن الدر إلا أنه كلم.

هناك 5 تعليقات:

  1. أعجبتنى هذه الفقره " غريبا أننا لم نسمع السباب ذاته للبابا عندما يسامح ويؤثر السلام في دماء ضحايا إجرام طائفي تجاه المسيحيين شبه ممنهج، بل يخرج الجميع حاسدا مصر على حكمة قداسته.
    غريبا أن الجميع يبكي شهداء ماسبيرو بالدماء ولم يتحرك لكي يصدق حتى الأحداث الطائفية التي لم تنته بعد بذريعة إهانة الإسلام وقبل ذلك حتى دون ذريعة مع ذبح شابين في في داخل بيوتهم أمام إمرأة ةأحدهم في سوهاج مع معلومية الجاني وغض البصر عنه. وقبل ذلك حتى شهداء منشية ناصر الذين قتلوا عذل برصاص الجيش يعانون من تجاهل شديد. واليكم الكثير من حوادث اختطاف ممنهجة لفتيات قصر مسيحيات يخرج الأمن ليقول أنهن هربن بسبب علاقة عاطفية والجميع يصدق بينما إذا جاء الأمر لفتاة تدعى نغم فالجميع ترتسم المنطقية والفطنة عليه ولا يصدق.
    أصارحكم أننا نعيش طائفية إلا من رحم ربي ممن هم يعرفون الانسانية قبل الأديان.
    فلم الكيل بمكيالين لم لم نأخذ الأمر بمبدأ واحد ومنطق أوحد."

    ردحذف
  2. لو المواقف موحده فعلاً .. كان المفروض يتم الدعوه لهتاف ضد الإخوان كما هتفنا ضد المجلس لكن الكل مسيس و يبنى مواقفه بناء على اتجاهه السياسى

    ردحذف
  3. أشكرك على صبرك وانك قريت المقال رغم طوله. أشكرك فعلا
    ومعاك حق في حكاية التسييس
    تحياتي :)

    ردحذف
  4. أنا ضد السب لأي شخص، فيجب التزام آداب الحوار و عندنا المسلم ليس بسباب
    و أقدر مشاعرك أخي الكريم
    و لكن شيخ الأزهر الحالي و السابق و المفتي و البابا شنوده هم رجال السلطة و عندنا نقول شيوخ السلطان، و لا أعرف إن كان ممكن أن نقول بابا السلطان
    لقد نافقوا الحاكم على مر الزمان و داهنوه
    و أراهم رؤوسا للفتنة يأتمرون بأمر الحاكم و ذراعه الأمني
    و هذا ليس سبابا أو إهانة، لكنها حقيقة
    و يجب أن نعي ذلك و إلا لن نستطيع إنقاذ أنفسنا من براثن المؤامرة الكبيرة على شعب مصر
    و لن نعيش في سلام أبدا كإخوة و أبناء شعب واحد
    نريد شيوخا و رجال دين مسيحيين لا يخافون إلا الله، و يصدعون بكلمة الحق
    و لله الأمر من قبل و من بعد

    ردحذف
  5. أشكرك أنا عارف ان رجال الدين عليهم علامات استفهام لكن ممكن نتعامل معاهم زي الاباء اللي رفضوا نزول ولادهم الثورة زي كل الجيل اللي قتلوا طموحه.
    بلتمس لهم عذر لكن أختلف معهم

    ردحذف